اقتربت الساعة وانشق القمر
وفي رواية الترمذي عن ابن مسعود قال: «بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنَى فانشق القمر. وظاهره أن ذلك في موسم الحج. وفي «سيرة الحلبي» كان ذلك ليلة أربع عشرة ( أي في آخر ليالي منى ليلة النفْر (. وفيها «اجتمع المشركون بمنى وفيهم الوليد بن المغيرة ، وأبو جهل ، والعاصي بن وائل ، والعاصي بن هشام ، والأسود بن عبد يغوث ، والأسود بن عبد المطلب ، وزمعة بن الأسود ، والنضر بن الحارث فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم إن كنتَ صادقاً فشُقّ لنا القمر فرقتين فانشق القمر». والعمدة في هذا التأويل على حديث عبد الله بن مسعود في «الصحيح» قال: " انشق القمر ونحن مع النبي صلى الله عليه وسلم بِمنى فانشق فرقتين فرقةً فوق الجَبل وفرقة دونه فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم اشهدوا اشهَدوا ". زاد في رواية الترمذي عنه «يعني { اقتربت الساعة وانشق القمر}. قلت: وعن ابن عباس نصفٌ على أبي قُبيس ونصفٌ على قُعَيْقِعَان. وروي مثله عن علي بن أبي طالب وابن عباس وابن عمر وحذيفةَ بن اليمان وأنس بن مالك وجبير بن مطعم ، وهؤلاء لم يشهدوا انشقاق القمر لأن من عدا علياً وابن عباس وابنَ عمر لم يكونوا بمكة ولم يسلموا إلا بعد الهجرة ولكنهم ما تكلموا إلا عن يقين.
- تفسير قوله تعالى لعبد الله حلمي بن مصطفى الرومي وحي زادة دراسة وتحقيق
- الباحث القرآني
- ص316 - كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح - سورة القمر - المكتبة الشاملة
- تفسير قوله تعالى:
- القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة القمر
تفسير قوله تعالى لعبد الله حلمي بن مصطفى الرومي وحي زادة دراسة وتحقيق
الحمد لله. قال تعالى: اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون الأنبياء 1 قال ابن كثير في التفسير 3/172 " هذا تنبيه من الله عز وجل على اقتراب الساعة ودنوها وأن الناس في غفلة عنها أي: لا يعملون لها ولا يستعدون من أجلها ". وقال تعالى: ( أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون) النحل 1 قال ابن كثير في التفسير 2/560 " يخبر تعالى عن اقتراب الساعة ودنوها معبراً بصيغة الماضي الدال على التحقيق والوقوع لا محالة " وقال تعالى اقتربت الساعة وانشق القمر. القمر 1 قال ابن كثير أيضا في التفسير 4/360 " يخبر تعالى عن اقتراب الساعة وفراغ الدنيا وانقضائها ". وقال تعالى الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان وما يدريك لعل الساعة قريب الشورى 17. وروى الترمذي في السنن (1980-مع الصحيح) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وكيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن واستمع الإذن متى يؤمر بالنفخ فينفخ ؟! فكأن ذلك ثقل على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم: قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل ، على الله توكلنا. وروى أحمد ومسلم عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس " رواه مسلم برقم 5243 وأحمد برقم 3548.
⁕ حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، قال: ثنا النضر، قال: أخبرنا شعبة، عن سليمان، عن مجاهد، عن ابن عمر، مثل حديث إبراهيم في القمر. ⁕ حدثني عيسى بن عثمان بن عيسى الرملي، قال: ثني عمي يحيى بن عيسى، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن رجل، عن عبد الله، قال " كنا مع رسول الله ﷺ بمنى، فانشقّ القمر، فأخذت فرقة خلق الجبل، فقال رسول الله ﷺ: اشْهَدُوا ". ⁕ حدثني محمد بن عمارة، قال: ثنا عمرو بن حماد، قال: ثنا أسباط، عن سماك، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله، قال: "رأيت الجبل من فرج القمر حين انشقّ". ⁕ حدثنا الحسن بن يحيى المقدسي، قال: ثنا يحيى بن حماد، قال: ثنا أبو عوانة، عن المُغيرة، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عبد الله، قال: "انشقّ القمر على عهد رسول الله ﷺ، فقالت قريش: هذا سحر ابن أبي كَبْشة سحركم فسلوا السُّفَّار، فسألوهم، فقالوا: نعم قد رأيناه، فأنزل الله تبارك وتعالى: ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ﴾. ⁕ حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا جرير، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن عبد الله قال: "قد مضى انشقاق القمر". ⁕ حدثني أبو السائب، قال: ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، قال: عبد الله " خمس قد مضين: الدخان، واللزام، والبطشة، والقمر، والروم ".
الباحث القرآني
حدثنا إسحاق بن شاهين, قال: ثنا خالد بن عبد الله, عن داود, عن علي, عن ابن عباس بنحوه. حدثنا ابن المثنى, قال: ثنا عبد الأعلى, قال: ثنا داود, عن علي, عن ابن عباس أنه قال في هذه الآية ( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) قال: ذاك قد مضى كان قبل الهجرة, انشقّ حتى رأوا شِقيه. حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله ( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ)... إلى قوله ( سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ) قال: قد مضى, كان قد انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة, فأعرض المشركون وقالوا: سحر مستمرّ. حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد في قوله ( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) قال: رأوه منشقا. حدثنا ابن حُميد, قال: ثنا مهران, عن سفيان, عن منصور وليث عن مجاهد ( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) قال: انفلق القمر فلقتين, فثبتت فلقة, وذهبت فلقة من وراء الجبل, فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: " اشْهَدُوا ". حدثنا ابن حُميد, قال: ثنا مهران, عن أبي سنان, عن ليث, عن مجاهد " انشقّ القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم, فصار فرقتين, فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبى بكر: اشْهَدْ يا أبا بَكْرٍ فقال المشركون: سحر القمر حتى انشقّ".
ص316 - كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح - سورة القمر - المكتبة الشاملة
حدثنا ابن حُميد, قال: ثنا مهران, عن أبي سنان, قال: قدم رجل المدائن فقام فقال: إن الله تبارك وتعالى يقول ( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) وإن القمر قد انشقّ, وقد آذنت الدنيا بفراق, اليوم المِضْمار, وغدا السباق, والسابق. من سبق إلى الجنة, والغاية النار. حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) يحدث الله في خلقه ما يشاء. حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, عن أنس, قال: سأل أهل مكة النبيّ صلى الله عليه وسلم آية, فانشقّ القمر بمكة مرّتين, فقال ( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ). حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله ( وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) قد مضى, كان الشقّ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة, فأعرض عنه المشركون, وقالوا: سِحْر مستمرّ. حدثنا ابن حُميد, قال: ثنا سلمة, عن عمرو, عن مغيرة, عن إبراهيم, قال: مضى انشقاق القمر بمكة. ---------------------- الهوامش: (5) ضبطه في التاج بوزن كتاب.
- قلبك يا حول الله كلمات
- تفسير قوله تعالى اقتربت الساعة وانشق القمر لعبد الله حلمي بن مصطفى الرومي وحي زادة دراسة وتحقيق
- فروع ار اند بي الرياض – تريندات 2022
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة القمر
- اقتربت الساعة وانشق القمر - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
- إعراب قوله تعالى: اقتربت الساعة وانشق القمر الآية 1 سورة القمر
- تفسير آية (اقتربت الساعة وانشق القمر) - موضوع
تفسير قوله تعالى:
والله لقد ذكر لنا أن ما بين مصراعي الجنة مسيرة أربعين عاما ، وليأتين عليه يوم وهو كظيظ الزحام " وذكر تمام الحديث ، انفرد به مسلم. وقال أبو جعفر بن جرير: حدثني يعقوب ، حدثني ابن علية ، أخبرنا عطاء بن السائب ، عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: نزلنا المدائن فكنا منها على فرسخ ، فجاءت الجمعة ، فحضر أبي وحضرت معه فخطبنا حذيفة فقال: ألا إن الله يقول: ( اقتربت الساعة وانشق القمر) ، ألا وإن الساعة قد اقتربت ، ألا وإن القمر قد انشق ، ألا وإن الدنيا قد آذنت بفراق ، ألا وإن اليوم المضمار ، وغدا السباق ، فقلت لأبي: أيستبق الناس غدا ؟ فقال: يا بني إنك لجاهل ، إنما هو السباق بالأعمال. ثم جاءت الجمعة الأخرى فحضرنا فخطب حذيفة ، فقال: ألا إن الله عز وجل يقول: ( اقتربت الساعة وانشق القمر) ، ألا وإن الدنيا قد آذنت بفراق ، ألا وإن اليوم المضمار وغدا السباق ، ألا وإن الغاية النار ، والسابق من سبق إلى الجنة. وقوله: ( وانشق القمر): قد كان هذا في زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما ثبت ذلك في الأحاديث المتواترة بالأسانيد الصحيحة. وقد ثبت في الصحيح عن ابن مسعود أنه قال: " خمس قد مضين: الروم ، والدخان ، واللزام ، والبطشة ، والقمر ".
فنزلت: ( اقتربت الساعة وانشق القمر) إلى قوله: ( مستمر). رواية عبد الله بن عمر: قال الحافظ أبو بكر البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا: حدثنا أبو العباس الأصم ، حدثنا العباس بن محمد الدوري ، حدثنا وهب بن جرير ، عن شعبة ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن عبد الله بن عمر في قوله تعالى: ( اقتربت الساعة وانشق القمر) قال: وقد كان ذلك على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انشق فلقتين: فلقة من دون الجبل ، وفلقة من خلف الجبل ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " اللهم اشهد ". وهكذا رواه مسلم ، والترمذي ، من طرق عن شعبة ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، به. قال مسلم كرواية مجاهد عن أبي معمر عن ابن مسعود. وقال الترمذي: حسن صحيح. رواية عبد الله بن مسعود: قال الإمام أحمد: حدثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن أبي معمر ، عن ابن مسعود قال: انشق القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شقين حتى نظروا إليه ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " اشهدوا ". وهكذا رواه البخاري ومسلم ، من حديث سفيان بن عيينة ، به. وأخرجاه من حديث الأعمش ، عن إبراهيم ، عن أبي معمر عبد الله بن سخبرة ، عن ابن مسعود ، به.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة القمر
⁕ حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن عُلَية، قال: أخبرنا أيوب، عن محمد، قال: نُبِّئت أن ابن مسعود كان يقول: قد انشقَ القمر.
فقالوا: إن كان سحرنا فإنه لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم. تفرد به الإمام أحمد من هذا الوجه ، وأسنده البيهقي في " الدلائل " من طريق محمد بن كثير ، عن أخيه سليمان بن كثير ، عن حصين بن عبد الرحمن ، [ به]. وهكذا رواه ابن جرير من حديث محمد بن فضيل وغيره عن حصين ، به. ورواه البيهقي أيضا من طريق إبراهيم بن طهمان وهشيم ، كلاهما عن حصين عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم ، عن أبيه ، عن جده فذكره. رواية عبد الله بن عباس [ رضي الله عنهما] قال البخاري: حدثنا يحيى بن بكير ، حدثنا بكر ، عن جعفر ، عن عراك بن مالك ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عباس قال: انشق القمر في زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ورواه البخاري أيضا ومسلم ، من حديث بكر بن مضر ، عن جعفر بن ربيعة ، عن عراك [ بن مالك] ، به مثله. وقال ابن جرير: حدثنا ابن مثنى ، حدثنا عبد الأعلى ، حدثنا داود بن أبي هند ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله: ( اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر) قال: قد مضى ذلك ، كان قبل الهجرة ، انشق القمر حتى رأوا شقيه. وروى العوفي ، عن ابن عباس نحو هذا. وقال الطبراني: حدثنا أحمد بن عمرو البزار ، حدثنا محمد بن يحيى القطعي ، حدثنا محمد بن بكر ، حدثنا ابن جريج ، عن عمرو بن دينار ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال: كسف القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: سحر القمر.
إعراب الآية 1 من سورة القمر - إعراب القرآن الكريم - سورة القمر: عدد الآيات 55 - - الصفحة 528 - الجزء 27. (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ) ماض وفاعله والجملة ابتدائية لا محل لها (وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) ماض وفاعله والجملة معطوفة على ما قبلها. اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1( من عادة القرآن أن ينتهز الفرصة لإِعادة الموعظة والتذكير حين يتضاءل تعلق النفوس بالدنيا ، وتُفكّر فيما بعد الموت وتُعير آذانها لداعي الهدى. فتتهيأ لقبول الحق في مظانّ ذلك على تفاوت في استعدادها وكم كان مثل هذا الانتهاز سبباً في إيمان قلوب قاسية ، فإذا أظهر الله الآيات على يد رسوله صلى الله عليه وسلم لتأييد صدقه شفع ذلك بإعادة التذكير كما قال تعالى: { وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً} [ الإسراء: 59]. وجمهورُ المفسرين على أن هذه الآية نزلت شاهدة على المشركين بظهور آية كبرى ومعجزة من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم وهي معجزة انشقاق القمر. ففي «صحيح البخاري» و «جامع الترمذي» عن أنس بن مالك قال: «سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية فأراهم انشقاق القمر». زاد الترمذي عنه «فانشق القمر بمكة فِرقتين ، فنزلت: { اقتربت الساعة وانشق القمر} إلى قوله: { سحر مستمر} [ القمر: 2].